الأحد، ٣ فبراير ٢٠٠٨

بين الاستعانة والاستهانة

-الأصل في الأشياء الإباحة ، والأصل في العبادات المنع ، فكل ما في الكون مباح للبشر ما لم يقم دليل شرعي على منعه ، أما في العبادة فالأصل فيها التوقيف ولا يجوز أن يبتدع المرء عبادة من تلقاء نفسه زاعمًا أنها ترضي الله سبحانه وتعالى ، وعبادة الصيام تضامنًا مع المظلومين عبادة جديدة اخترعها الأستاذ عمر خالد ، ورغم احترامنا له إلا أنه كان عليه أن يسأل الفقهاء قبل الإقدام على هذه البدعة .
أما السلاح الذي لا ينبغي أبدًا للمؤمن من التقليل منه فهو سلاح الدعاء ، فإن التاريخ يثبت أنه سلاح ناجح منذ انتصر المسلمون في بدر ، وأقرب مثال على ذلك عندما استخدم صلاح الدين الأيوبي سلاح الدعاء يوم الجمعه لما تمرد عليه قواده ورفضوا الخروج لملاقة الصليبيين في إحدى المعارك فشاور القاضي شداد فأخبره أنه استنفد أسباب الأرض فعليه بأسباب السماء وبالفعل ما لبث أن جاءه الخبر بتفرق القوات الصليبية لخلاف نشب بين قادتها ، ولكن سلاح الدعاء لا يجدي نفعًا من قلب تواكل على الله وترك الأخذ بالأسباب لأن الله تعبدنا بالأخذ بالأسباب أيضا ، ألا ترى أن الله تعالى كان قادرا عل نصرة المسلمين يوم بدر بغير قتال لكنه اختبر المؤمنين به ، وتلك هي المعادلة الصعبة ، أو تلك هي وسطية الإسلام بين الاستهانة والاستعانة ، وبغير تحقيق طرفي المعادلة سيأتي اليوم الذي يصلي فيه المسلمون العشاء عشر ركعات تضامنا مع المحاصرين من المحيط للخليج .