الأحد، ٣ فبراير ٢٠٠٨

بين القهر والصبر

- الشعب المصري شعب صبور ، حتى أن السيوطي يصفه في فصل عنوانه " فصل في أن أهل مصر يقبلون الضيم ويقيمون عليه " ، في أحلك العهود كان المصري يحارب الظلم بالصبر ، متسلحًا بتراث طويل من الحكمة الشعبية من نوعية " اصبر على جارك السوء ليرحل لتجيء له مصيبة تأخذه " ، لكن هذا الصبر صبر خادع ، لأنه يدرك جيدًا متى يثور ومتى يهادن ، في كل عصور القهر لم يغامر المصريون بثورة تؤدي إلى فوضى ، فقط ينتظر حتى يجيء زعيم مناسب لينفض عنه تراب السنين وينطلق ليحقق المعجزات ، فعل ذلك عندما جاءه أحمس فطرد الهكسوس وعندما جاءه عمر بن العاص فطرد الرومان وطرد الفاطميين تحت إمرة صلاح الدين ، فقط إذا هدد الشعب في مصيره عندها فقط ينتفض ، وعلى رأي المثل " قهر على قهر هو العمر فيه كم شهر " ... ليس حكيمًا من يفكر في رفع الدعم عن الرغيف .