السبت، ٩ فبراير ٢٠٠٨

شجاعة أسقف

- لم يُسلم الدكتور روان وليامز أسقف كانتبري ، ولم يطالب بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على كل البريطانيين ، فقط طالب بالسماح للمسلمين في بريطانيا بالتعامل ببعض أحكام الشريعة الإسلامية خاصة في مجال الطلاق ، فقامت قيامة الدنيا في بريطانيا ضده ، وشن القادة السياسيون هجومًا عنيفًا عليه ، حتى أن الناطق باسم جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني اضطر إلى إصدار تصريح يسفه فيها رأي الأسقف وأن القوانين البريطانية ينبغي أن تعتمد على القيم البريطانية ، فليس للأقلية المسلمة في بريطانيا أي حقوق ، وهذه هي حالة حقوق الإنسان في البلاد التي تريد أن تراقب حقوق الإنسان عندنا ، أين هم المتزاعمون من أقباط المهجر والمتأمركين في الداخل ، الذين يتخذون من حقوق الإنسان ذريعة لزرع فتنة طائفية دخيلة على الشعب المصري المتآخي ، هل تستطيع الأغلبية المسلمة في مصر أن تفرض على الأقباط التعامل بقوانين الأغلبية في الأحوال الشخصية ؟ قد يتفق هذا الفرض القسري مع قوانين الديموقراطية البريطانية ولكنه لا يتفق مع الشريعة الإسلامية التي تأمر بالعدل بل والإحسان مع غير المسلمين .
رحم الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي أعطى العصا للرجل القبطي ليضرب ابن أمير مصر عمر بن العاص قصاصًا لحقه ، ثم أمره أن يضع العصا على صلعة الأمير لأن ولده لم يتجرأ على الظلم إلا بسلطة أبيه ، هكذا كان العدل عند المسلمين وهكذا يجب أن يكون .
إنهم - الغربيين عامة - يطالبون بتطبيق حقوق الإنسان في كل العالم ، ولكنهم يتجاهلون تطبيقها على الإنسان المسلم في بلادهم ، ربما لأن المسلم عندهم ليس إنسانًا ، فكل ملسم عندهم إرهابي حتى يثبت العكس ، ولن يثبت العجز ابدًا إلا أن يكون حظه من الإسلام كحظ كونداليزا رايس من الجمال .