الاثنين، ١١ فبراير ٢٠٠٨

الحفيد

- الشهر الحالي يواكب الذكرى المئوية على حادثة دنشواي ، تلك المذبحة الشنيعة التي أقامها الاحتلال الإنجليزي البغيض ضد الشرفاء من أبناء مصر الذين رفضوا أن تنتهك الكرامة المصرية ويهدر الدم المصري هباءً ، وكأننا في مشهد مكرور اليوم ؛ حيث يُتَّهم المقاومون الشرفاء للاحتلال البغيض بالإرهاب ويتم قتلهم بالدم البارد بدون محاكمة سواء في فلسطين المحتلة أو العراق أو غيرهما من بلاد العالم الإسلامي ، ولكن المصريين الذين شُنقوا وجلدوا في دنشواي لم يقتلوا بدون محاكمة ، بل تمت محاكمتهم في مهزلة ذبح فيها العدل بسكين بارد على يد أناس من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، وكان ضلوع بطرس غالي باشا في هذه الخيانة الوطنية والإنسانية غير خافٍ على أحد في مصر كلها ، ولم يكن بطرس غالي باشا من الوطنيين الذين لا غبار عليهم كمكرم عبيد ، بل كان من أعوان الإنجليز ، ولا يشك أحد في تلك الحقيقة التاريخية ، لكن الدكتور فتحي سرور أبى إلا تزييف التاريخ حين أصر على حذف هذه الحقيقة من المضبطة في استجواب بطرس غالي الحفيد عن تضييع عشرات المليارات من أموال أصحاب المعاشات ، أعتقد أنه لا يجب أن يحاسب الأحفاد بجرائر الأجداد فلا تزر وازرة وزر خرى ، ولكن لا يجب أيضًا أن يقتدي الحفيد بالجد في إقامة العدل بين المصريين على الطريقة البطرسية .