الثلاثاء، ٢٦ فبراير ٢٠٠٨

عودة المعلم يعقوب


المعلم يعقوب ليس شخصية غامضة في تاريخ مصر ، بل هو شخصية واضحة تمام الوضوح ، ولكن له أحفاد أرادوا أن يضفوا عليه بعضا من الغموض حتى يتعتعوا جبل الحقيقة عن جثته البالية في مقبرة سان مرتان في مرسيليا - كما زعموا - ويقيموا منها نصبًا تذكاريًا للبطولة والوطنية .
وحكاية المعلم يعقوب بسيطة وواضحة منذ بدايتها إلى نهايتها ، فالرجل واضح في خيانته للشعب المصري من بدايته ، فقد كان مجرد سوط في يد سليمان أغا التابع لمراد بك ، مجرد سوط يلهب ظهور بني وطنه ليجمع الضرائب والإتاوات لأسياده الأغوات والبكوات ، ولا بأس أن يحتفظ لنفسه بجزء من الغنيمة كما يحتفظ كلب الصيد لنفسه بقطعة من لحم الفريسة ، وحتى الذين دافعوا عنه بدافع العصبية الطائفية أو العمالة لقوى أجنبية لم يستطيعوا أن ينفوا عنه خدمته للأغوات في مص دم الشعب المصري وشق جيوبه لتحصيل الضرائب لهم – ما أشبه الليلة بالبارحة – فليس هناك غموض في هذه المرحلة من حياته وليس له أي موقف يدل على أي وطنية إلا أن تكون كلمة الوطنية منسوبة للحزب إياه وليس للوطن .
وهذه المرحلة غير الوطنية من حياته ليست بالمرحلة القصيرة فهي تمتد 53 عاما بالتمام والكمال منذ مولده عام 1745م إلى وصول الحملة الفرنسية إلى مصر سنة 1798م ، فهل تحولت حياته من النقيض إلى النقيض فجأة بعد وصول الحملة الفرنسية ، أبدًا ، كل الذي حدث أنه استبدل سيدًا بسيد ، ولكنه لم يستبدل الضحية ، فظل الشعب المصري هو ضحيته ، وظلت الدماء المصرية تروي أنيابه لينتزع منه مزيد من النقود لأجل سيده الجديد ، فانضم المعلم يعقوب إلى الفرنسيين ووطد علاقته بالجنرال ديزيه ، وأصبح المسئول عن تموين وإمداد الحملة الفرنسية وإطعام 30 ألف جندي فرنسي بالاقتطاع من أرزاق المصريين وأقواتهم ، ثم انطلق إلى الصعيد – بحكم خبرته به لأنه من مواليد ملوي بالمنيا – انطلق بصحبة ديزيه مجرد جاسوس يدل على عورات المصريين ، ويدبر أخبث الحيل في استخلاص أموالهم ومصادرتها ، ولا ينبغي أن ننسى أن ديزيه هذا هو الي أحرق قرى كاملة بأهلها في الصعيد لمّا وجد المقاومة من أهلها ، فكانت المكافأة له بأن تم ترقيته إلى رتبة جنرال بالجيش لفرنسي ليصبح أول جنرال أجنبي بذلك الجيش ، ثم جمع كتيبة من أقاربه وأعوانه يقل عددها عن الألف أو الألفين على أكبر تقدير ، وراح يشن الحملات على المصريين بهذه الكتيبة ، وحول بيته إلى قلعة حصينة كان لها دورًا كبيرا في القضاء على ثورة القاهرة الأولى والثانية ، فخيانة الرجل لمصر غير خافية وولائه لا لبث فيه ، وقد يظن البعض أنه كان يمارس هذه الخيانة على مسلمي مصر فقط بحكم كونه قبطي ، ولكن الحقيقة التاريخية أنه كان خائنًا للأقباط أنفسهم ، فلم يكن رجال الدين الأقباط راضين عنه بل لقد صدر ضده قرار حرمان من بطريرك الأقباط في عهده ، كما أنه ارتكب جريمة دينية أخرى وهو أنه تزوج بامرأة من غير مذهبه مخالفًا كنيسته ، ووصلت به الخيانة إلى حد الدخول إلى الكنيسة راكبًا جواده شاهرًا سيفه ، وكأنه يقتدي بسيدة الفرنسي الذي دخل الأزهر بخيوله .
لكن نهايته كانت أكثر وضوحًا واشد دلالة على عمالته للمحتل وخيانته لوطنه بل وخيانته لأبناء طائفته ، فقد علم أنه لا بقاء له في مصر بعد رحيل الفرنسيين عنها فآثر الرحيل معهم وقرر الرحيل مصطحبًا معه جيشه الصغير من عسكر القبط لكن نساءهم وأهلهم اجتمعوا وذهبوا إلى قائمقام وبكوا وولولوا وترجوه فى إبقائهم عند عيالهم وأولادهم فإنهم فقراء وأصحاب صنائع فهم ما بين نجار وبناء وصانع وغير ذلك فوعدهم أن يرسل إلى يعقوب أن لا يقهر (يغصب) منهم من لا يريد السفر والذهاب معه ، وهذا يقطع كل ظنٍ في أن يكون الرجل قد أفاد طائفته ، فلم تكن أحوالهم المادية تختلف عن أحوال سائر المصريين ، فالأمر لا يعدو أن يكون مجرد استغلال لبعض البسطاء من أبناء طائفته في تحقيق مصالح شخصية على حساب أبناء وطنه بل على أشلائهم .
وركب يعقوب ومن بقي من أتباعه البارجة الإنجليزية بالاس للخروج من مصر‏,‏ لتكتمل رحلة خيانته بموته إثر إسهال حاد في اليوم السادس للرحلة ‏(16‏ أغسطس‏1801م)‏ فيعبئه البحارة في برميل خمر ويلقونه في البحر طبقًا لأقرب الروايات انسجامًا مع تقاليد البحرية في ذلك الزمن ، أو تحمله معها في برميل الخمر ليدفن في مرسيليا - بناءًا على وصيته - إلى جوار صديقه ديزيه قاتل المصريين .
فهكذا كانت الخيانة للوطن عنوان حياته من مبدأه إلى منتهاه ، بل رافقته إلى مثواه الأخير .
ولكن هذا الرجل الخائن تحول بفعل السحر على يد بعض أتباع واذناب الاحتلال الإنجليزي إلى " صاحب مشروع وطني في الاستقلال " مع أن الرجل نفسه لم يخطر على باله فكرة الاستقلال ولا درى عنها شيئًا ولم يكن يحلم إلا بالتمرغ في وحل أسياده المحتلين لتدوم له دنانيره التي اقتطعها من لحم المصريين .
ولكن العجيب أن يتخذ الرجل رمزًا للوطنية من قِبَل بعض أقباط المهجر ، في حين يتهمون بالغفلة زعماء أقباط حقيقيين من أمثال رفقاء سعد زغلول وأمثال مكرم عبيد ، بل وصلت الصفاقة بأحدهم - ويدعى موريس صادق - أن يكتب عن "الإنجازات العظيمة" لبريطانيا إبان احتلالها لمصر خلال الفترة ما بين عامي 1882م إلى 1954م . ثم تجرأ ذلك المتباكي على انتهاء الاحتلال على قيادة حملة إساءة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، يتباكى فيها على قتل اليهود الخونة الذين تآمروا على حياته صلى الله عليه وسلم وحياة الأمة الإسلامية كلها حتى كادت أن تمحى من الوجود ، جراء خيانتهم ونقضهم لعهدهم الذي أعطوه لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
قد ينخدع بعض البسطاء من أقباط الداخل ، بهذا المحامي الأمريكي من أصل مصري – كما يقولون – ويظنون أنه يسعى لمصلحتهم ، ولكن عليهم أن يتذكروا الدرس التاريخي من الجنرال يعقوب بأن العمالة للأجنبي على حساب الوطن عاقبتها وخيمة ، والأهم من ذلك التأكد أن العملاء لا يسعون إلا لمصلحة أنفسهم جريًا وراء التبرعات والهبات الدولارية بزعم الإنفاق على أنشطة إنسانية ، أما الغلابة من أبناء الوطن من المسلمين والمسيحين جميعًا فهم الخاسر الوحيد ، لأن آخر خدمة الغز علقة وآخر خدمة الأمريكان ديمقراطية على طريقة أبو غريب .

الاثنين، ٢٥ فبراير ٢٠٠٨

ثقافة جديدة


منذ وعينا على الدنيا ونحن نعيش المساواة التامة بين المسلم والمسيحي في مصر ، كنا نلعب سويًا عندما كنا صغارًا ، وما زالت تربطنا علاقات جيدة بجيراننا المسيحيين ، هكذا تربينا لأن الشعب المصري متسامح بفطرته، وأيضًا لأن الدين الإسلامي يدعو إلى مراعاة حقوق أهل الذمة ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ‏" أَلَا ‏مَنْ ظَلَمَ ‏ ‏مُعَاهِدًا ‏أَوْ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا ‏حَجِيجُهُ ‏‏يَوْمَ الْقِيَامَةِ " رواه أبو داود ، وهكذا يعلمنا الدين الإسلامي أن ظلم المسلم لغير المسلمين معادة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، وهذه التعاليم لم تكن مجرد إكليشهات أو لافتات إعلانية ككلام زعماء اليوم ، بل كانت دستور حياة المسلمين جيلاً بعد جيل إلى عهد قريب ، والتاريخ شاهد على ذلك ، فعدل عمر بن الخطاب معهم حتى أمر بهدم مسجد عمرو بن العاص – أول مسجد بني في إفريقيا – لأنه بناه على أرض امرأة يهودية ، لكن العدل الإسلامي في معاملة الآخرين أبى إلا أن يهدم المسجد ما دامت المرأة تطالب بحقها ، حتى أن المرأة دهشت من عدل المسلمين فآمنت بدينهم ، وهذا ما يثبته التاريخ أن جموع المصريين الأقباط دخلت في دين العرب الفاتحين تحت تأثير الإعجاب من أخلاق المسلمين الأوائل الذي كان عدلهم مضرب المثل في التاريخ ، وليس نبأ هروب أسقف الكنيسة المصرية إلى الصحراء من ظلم الرومان المسيحيين وفرضهم مذهبهم على أقباط مصر بالقوة بنبأ خافً إلا على من لم يقرأ تاريخه ، ولولا دخول عمرو بن العاص إلى مصر وإعادته الأسقف الهارب وإزالة ظلم الرومان عن الأقباط لما كان هناك وجود للديانة القبطية الأرثوذكسية إلى يوم الناس هذا ، ولكن الفتح العربي هو الذي أنقذهم من الإبادة الجماعية فدخول العرب إلى مصر لم يكن احتلالا لها بل كان تحريرا لها من أيدي الدولة الرومانية المستعبدة لشعوب الأرض آنذاك ، ولو كان أهل مصر قد اعتبروه احتلالا لكانوا قاوموه ولم يكن يستطيع عمرو بعدة آلاف أن يهزم شعب مصر كله في تلك الفترة التاريخية البسيطة .
لكن أقباط المهجر لا يقرءون تاريخهم ، أو ربما أنستهم الدولارات لغتهم العربية ، فظنوا أن أجدادهم كانوا يُعاملون معاملة الهنود الحمر في أستراليا ، فقاموا يطالبون الرئيس مبارك باعتذار علني في مجلس الشعب عن " الإبادة والقتل الجماعي " في حق الأقباط منذ الفتح العربي كما فعل رئيس وزراء استراليا في حق الهنود الحمر ، متجاهلين أن التاريخ لم يسجل حادثة واحدة لقتل جماعي للأقباط ، بل متجاهلين أبسط اللوازم المنطقية لأقوالهم ، فلو أن إبادة جماعية مورست عليهم لمدة 1500 عام كما يزعمون لما كان لهم اليوم وجود بيننا ، لقد سيطر المسلمون سيطرة مطلقة على حركة التاريخ لأكثر من ألف سنة لم ينازعهم فيها أحد سلطانهم حتى امتدت رقعة الإسلام لأكثر أرجاء المعمورة المعروفة في ذلك الزمن ، ولو شنوا حملة إبادة جماعية على غير المسلمين في الأراضي التي فتحوها لاختلفت الخريطة السكانية للأرض اليوم ، الحقيقة إن أشهر إبادة جماعية في التاريخ هي إبادة مورست ضد المسلمين ، وفي بضع عشرات من السنين اختفى الشعب المسلم في الأندلس تمامًا وأجبر على التنصر أو احترق في نيران محاكم التفتيش .
والخطورة في مثل هذه التصريحات أنها تؤسس لاحتقان طائفي دخيل على المصريين ، وهذا ما تنبه إليه كثير من الأقباط العقلاء مثل أندوراس حنا المنسق العام لحركة "مواطنون ضد الإساءة لمصر" الذي طالب باعتذار أقباط المهجر لمصر عن نشر ما نشروه ، واعتبر أنهم يطالبون بحرق مصر وإفساد العلاقات الإسلامية المسيحية .
ولكن ينبغي أن نتنبه إلى أن المهاجرين من مصر يحتاجون للترويج لهذه الأكاذيب من الاضطهاد وسوء المعاملة ليجدوا مبررًا يحصلون به على الإقامة والجنسية ، ولا ننسى أن بعض الشباب اضطروا للادعاء على أنفسهم أنهم " شاذون " جنسيًا وأن الدولة تضطهدهم بسبب الشذوذ الجنسي لذلك يطالبون باللجوء لدول الدولار أواليورو .
المشكلة الحقيقية ليست في عدم المساواة بين المسلمين والمسيحين ، المشكلة الحقيقية عدم المساواة بين الفقراء والأغنياء ، فحزب الأغنياء – وهم ينتمون للديانتين – يأبون أن يتساووا مع أغلبية الشعب البائسة أمام القانون .
وإذا استمرت الأوضاع الفاسدة لمدة أطول فستنتشر بيننا دعاوى عدم المساواة ، وربما الأسوء وهو أن تنتشر بيننا " ثقافة الشذوذ " .

الأحد، ٢٤ فبراير ٢٠٠٨

عزف منفرد


لا أدري من هو الترزي العبقري الذي يفصل القوانين في مصر ، لتخرج في النهاية على مقاس الحزب الحاكم بأمره بالتمام والكمال ، منذ تغيير الدستور والقوانين واللوائح تترى على رأس الشعب المصري وكلها لا تصب في غير مصلحة الحزب ، آخرها إلغاء عرض تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات على مجلس الشعب ، رغم أن المجلس مجلسهم والقرار في يد عم سيد قراره ، ورغم أنهم في النهاية سيصوتون بالموافقة على عدم إحالة أي مخالفة في التقرير إلى النائب العام ، ورغم أنه يُنتظر أن يكون المجلس الحالي هو آخر مجلس يحتوي على أعضاء من غير الحزب الوطني بعد تأميم الانتخابات لصالح الحزب دستوريًا والعودة لانتخابات الـ 99.99% بنص الدستور بعد رفع يد القضاء عنها وإسنادها لموظفين غلابة يخافون على لقمة العيش – وليس رغيف العيش على اعتبار أن المرتب لم يعد يكفي لشراء رغيفًا كاملا – رغم كل هذه الضمانات التي تضمن لهم أن يكون تقرير المركزي للمحاسبات مجرد حبر على ورق فإنهم أصروا على تجنيب أنفسهم وجع الدماغ والشوشرة ومنع أي رجل شريف كجودت الملط من كشف فضائح السادة ونشر الغسيل " غير النظيف " فقرروا تكميم الأفواه على اعتبار أن للصبر حدودًا وأنهم وصلوا لآخر حد الصبر الذي عندهم ، وعلى رأي عمنا أحمد مطر في قصيدته " عزف على القانون " يقول فيها :
[ يشتمني ويدعي أن سكوتي معلن عن ضعفه ،
يلطمني ويدعي أن فمي قام بلطم كفه ،
يطعنني ويدعي أن دمي لوث حد سيفه ،
فأخرج القانون من متحفه ،
وأمسح الغبار عن جبينه ،
أطلب بعض عطفه ،
لكنه يهرب نحو قاتلي وينحني في صفه ،
يقول حبري ودمي : " لا تندهش ،
".من يملك القانون في أوطاننا ، هو الذي يملك حق عزفه ]

الثلاثاء، ١٩ فبراير ٢٠٠٨

مسح السبورة

كان مسؤول كبير قد صرح قبل عدة أيام أن مصر دولة ليست غنية وكان هناك مسؤول أكبر منه جدًا قد صرح لصحيفة لوفيجارو الفرنسية قبل عدة سنوات أن مصر كانت غنية في بعض الفترات ثم أقل غني ثم فقيرة ، وكان تصريحه مستفزًا لأنهم يلقون على الطبيعة والأرض والبشر اللوم على فشلهم البين ، لأن الثروات الطبيعية والبشرية التي تتمتع بها مصر ليست محل شك ، ولكن العيب في سوء التخطيط والإدارة ، وكذلك لا تفتقر مصر إلى العقول المفكرة والخبرات الإدارية العالمية ولكن المشكلة أن القادرين على النجاح في التخطيط مستبعدون من مراكز القرار ، وأن الذي يخطط إنما يضع عينه على مصلحة فئة قليلة مستغلة ، وقد تخطتنا دول كثيرة في سباق التنمية وكانت أقل منا في جميع المجالات مع أنها لا تملك إمكانيات التنوع الهائل في مصادر الثروات الطبيعية . لذلك لما قرأت رسالة الأستاذ وجدي رياض في جريدة الأهرام 5/2/2008م لم يكن من السهل علي تجاهلها ، فنقلتها هنا كما هي بدون تصرف ، يقول فيها :

‏وساد الصمت في القاعة‏!
في واحدة من محاضرات مؤتمر الباجواش بالقاهرة‏,‏ وقف احد العلماء الروس يلقي محاضرته وقد تناول فيها التقدم الذي احرزته دول العالم الثالث‏,‏ وأشار إلي مصر قائلا‏:‏ أنتم في مصر تملكون كل آليات الازدهار والتفوق‏,‏ تملكون نهرا كريما فياضا بالخير‏,‏ يشق البلاد من أقصاها في الجنوب مخترقا الوادي فاردا ذراعيه برشيد ودمياط‏,‏ وتملكون خمس بحيرات كبري تمتلئ بالمياه العذبة والخير‏,‏ وسدا عاليا يحكم صمام الفيضانات‏,‏ وخزان اسوان وقناطر وسدودا‏,‏ ولديكم سواحل ذهبية تمتد لـ‏1800‏ كم علي البحرين المتوسط والأحمر‏,‏ ولديكم قناة السويس تدر ذهبا كل طلعة شمس‏,‏ وتملكون جوا صحوا تشرق فيه الشمس صباح كل يوم ولمدة‏345‏ يوما في السنة‏, ولديكم سياحة عالمية وتملكون سدس آثار العالم‏,‏ وتنفجر في تربتكم آبار البترول والغاز الطبيعي‏,‏ ولديكم المناجم الغنية بالفحم والمعادن والذهب والأرض عامرة بالمعادن في شرقها وغربها وجنوبها‏,‏ ولديكم امكانات استغلال الطاقة الشمسية وأودية الرياح لتوليد الطاقة الكهربائية كطاقة نظيفة‏,‏ وتمتلئ خزائنكم بتحويلات المصريين بالخارج‏,‏ ولديكم بنية أساسية قوية من كباري وأنفاق وطرق ومياه وكهرباء وغاز وصرف صحي وتليفونات‏,‏ ولديكم‏26‏ جامعة ومئات الكليات والمعاهد وعشرات من مراكز البحوث‏,‏ ورصيدكم من العلماء في الداخل والخارج عظيم ومن بلغ العالمية‏,‏ ونال جائزة نوبل‏,‏ وتملكون القوة الناعمة من شعراء وأدباء ومفكرين ومثقفين ومبدعين‏,‏ وتملكون نظاما مؤسسيا راقيا وأرسلتم البعثات لدول المنطقة لتعليم وعلاج أبنائها‏,‏ ولديكم ثروة بشرية لقيادة التنمية‏,‏ ولديكم زراعة وصناعة ومؤسسات قضائية وتشريعية وتنفيذية وجيش قوي وشرطة جيدة وصحافة واعلام‏,‏ والأكثر من كل هذا تملكون موقعا عبقريا أو قولوا فلتة عبقرية علي حد قول العالم الراحل جمال حمدان‏.‏ ان كل الدول حولكم حققت تقدما علميا ملحوظا في الشرق الأوسط وإفريقيا والنمور الآسيوية وأمريكا اللاتينية‏,‏ وأنتم لاينقصكم شئ فلماذا انتم متخلفون عن الدول المجاورة؟‏!‏ طرح الرجل السؤال وسكت‏..‏ وهنا ران صمت في القاعة‏!

وعندما انتهيت من قراءة الرسالة أحسست أننا ظلمنا البليد عندما ادعينا أن حجته مسح السبورة كما يقول المثل الشعبي وأننا لكي نكون منصفين لا بد أن نجعل المثل كالتالي : " حجة الحكومة الزيادة السكانية " .

طاقة أمل


قليلة هي المرات التي أذكرها التي استجابت فيها الحكومة لصوت العقل والمنطق وتجنبت فيها إصدار قوانين من شانها تضييق الخناق على الشعب المسكين حتى لا يبقى أمامه إلا الانفجار ، لكن هذه المرة ينبغي أن نحيي يوسف بطرس غالي عندما تراجع عما كان ينوي عليه من فرض الضرائب العقارية الجديدة على كل مبنى في مصر حتى العشش والمقابر ، وأعلن اليوم أن الضريبة لن تفرض على الوحدات السكنية بالريف والعشوائيات والمقابر وبيوت العبادة من مساجد وكنائس وجمعيات خيرية ومراكز شباب ونقابات من دفع الضريبة العقارية كما لن تفرض على الوحدات السكنية التي تقل قيمة الواحدة منها عن‏250‏ ألف جنيه ، فطبفًا لهذه التصريحات ستكون هذه المرة الأولى للحكومة الحالية التي تفرض فيها الضريبة على الأغنياء فقط ، بعكس الضرائب السابقة التي كانت تعفي المستثمرين الأغنياء ولا تعفي موظفين الدولة الفقراء أو ضريبة المبيعات التي تأكل دخول الفقراء ولا يتاثر بها الأغنياء ، ولكن أفلح إن صدق ، فسيظل تحديد قيمة العقار مرهونا بلجنة مما يفتح الباب أما فساد لا يقل عن الفساد الموجود الآن في الأحياء الذي وصل إلى حد فرض إتاوات لمن اراد أن يبني أو يدخل كهرباء أو ماء أو فكر حتى أن يتنفس الهواء .
العيب الأساسي في القوانين الوضعية أنها تصدر لتعالج فترة زمنية آنية ولكنها تطبق على فترة زمنية ممتدة ، فمبلغ الـ 250 ألف جنيه يبدو كبيرًا نسبيًا الآن حيث أن هناك نسبة لا بأس بها من الشقق أقل من هذا المبلغ ، ولكن ماذا سيحدث بعد عشر سنوات وأسعار العقارات آخذة في ازدياد جنوني بسبب مافيا الاتجار في أراضي الدولة وبسبب الارتفاع الجنوني في أسعار مواد البناء ، وخاصة الحديد الذي يبدو أن محتكريه فوق القانون وأنهم لا يسألون عما يفعلون حتى ذهبت الظنون إلى أنهم مسنودون لآخر مدى ممكن يخطر لبال وأن الحكاية ليست مجرد منصب في حزب أو مجلس ، وستزداد الأسعار حتى يصبح مبلغ الـ 250 ألف جنيه عاجز عن شراء مقبرة أو شقة في حي عشوائي ، بل أعتقد أنه سيأتي اليوم الذي يعطي فيه الوالد ابنه 250 ألف جنيه ويقول له : انزل بدري عشان تلحق تشتري 5 أرغفة قبل الفرن ما يخلص العيش المدعوم .

شحنة غضب


- ما حدود شحنة الغضب التي من الممكن أن تملأ المواطن العادي إذا قرأ خبر الضحيتين الشقيقين المحكوم عليهما بالمؤبد في قضية قتل رجل حي ؟ والقتيل الحي يعترف أن الشرطة هي التي طلبت منه الاختفاء إلى أن تنتهي القضية ، وهددوه إن أظهر نفسه ، وهددوا امرأة أحد الضحيتين بصعق رضيعها بالكهرباء ، وتدمرت أسرتهما تدميرًا حتى أن أمهما وأباهما ماتا حزنا وكمدًا على مصيرهما وأصيبت جدتهما بالعمى ، كل هذا والقتيل حي ، ووكيل النيابة – أي والله وكيل النيابة والعهدة على " المصري اليوم " – قال للمرأة : " يا فاطمة المية مش بتطلع في العالي واسكتي علشان تعرفي تربي عيالك " ما هو تأثير مثل هذا الخبر على المواطن العادي ؟ قد يرى البعض أنه يؤدي إلى الإحباط ، ولكني أراه يؤدي إلى الغليان ، فبالأمس قامت مظاهرة حاشدة في الغربية تطالب برغيف خبز في متناول الفقراء ، ومثل هذه المظاهرة لم تكن لتحدث أبدًا من الشعب المصري الصبور إلى أبعد الحدود ، ولكن شحنات الغضب التي تلسع جسده ليل نهار تجعل الحجر ينطق ، والذي يزيد هذه الشحنات الخطيرة هو الصمت المطبق إزاء مثل هذه الأخبار ، فمثل هذه الأخبار تغدو حديث الناس على المقاهي وفي الأتوبيسات وفي العمل ، فتذهب إلى العمل ، فتكون أول جملة يقابلك بها زملاؤك : " سمعت موضوع القتيل الحي " وتتوالي التعقيبات التي غالبًا ما تنتهي بهذه الجملة " بلد غير نظيفة " ورغم أن الداخلية وعدت بإجراء تحقيق إلا أن الجميع سيجزم – مقدمًا – أن مصير التحقيق هو نفس مصير القضية نفسها ، ففي حادثة مشابهة سابقة أدينت ممثلة غير مشهورة بمقتل زوجها واعترفت بالجريمة وحكم عليها بالمؤبد ثم تبين أنها بريئة بعد القبض على الجناة الحقيقيين الذين اعترفوا ، ورغم مرور نحو ثلاث سنوات على الواقعة إلا أننا لن نسمع أبدًا ولن نسمع أن الذين أجبروها على الاعتراف بارتكاب الجريمة تمت معاقبتهم أو محاسبتهم أو حتى توجيه لوم بسيط لهم ، هذه الأخبار تشحن الناس بالغضب وغياب أخبار المحاسبة تبقي على أجيج الشحنات الغاضبة ، وهذا ليس في مصلحة الوطن حكومة وشعبًا ، أما تعارضه مع مصلحة الحكومة فواضح ، أما تعارضه مع مصلحة الشعب فذلك لأن الفوضى التي قد تحدث من انفجار مشاعر الغاضبين لن تؤدي إلى تغيير حال البلد إلا إلى أسوأ ، فليس هناك فوضى خلاقة أبدًا .
وحتى لا أترككم مع تلك الشحنة من الغضب اسمحوا لي أن أنقل لكم نكتة من نبض الشارع المصري : " وصل " الباشا " إلى مقر عمله – لا تسألني أين – فلم يجد نظارته في جيبه ، فاتصل بسكرتيره وطلب منه البحث عنها ، وبعد ربع ساعة وجدها في درج مكتبه فاتصل بالسكرتير وطلب منه أن يوقف البحث عنها ، فقال السكرتير : " كيف يا باشا ، نحن عندنا حتى الآن ثلاثة معترفين بأنهم هم الذين سرقوها " .

الخميس، ١٤ فبراير ٢٠٠٨

الاحتلال الوطني

- عندما كنا صغارًا ، كنا نفكر كما يفكر الصغار ، وكنا نلعب الكرة كما يلعبها الصغار ، وكان لعب كرة القدم رهنًا بإرادة " صاحب الكرة " وهو دائمًا ما يكون فتى لا يحسن يلعبها ، ولكنه هو الذي يختار الفريق الذي يلعب معه ، ويختار الفريق الذي يلعب ضده ، وهو الصبي الوحيد الذي يملك حق الاعتراض على الحكم ، ويحتسب الفاولات على الخصوم بالقوة ، ويلغي أهدافهم ويحتسبها تسلل ، ولم يكن أحد يستطيع الاعتراض عليه وإلا فإنه سيأخذ " الكرة " ويرحل ويحرم الجميع من اللعب ، وكان الرد الجاهز على كل اعتراض : " مزاجي " .
تدفقت هذه الذكريات إلى رأسي وأنا أتابع أخبار جلسة مجلس الشعب لمناقشة استجواب وزارة الداخلية بشأن أخطائها في الحج ، والقاصي والداني يعرف أن الحجاج المصريين لاقوا في حجهم هذا من العنت والمشقة ما لم يلاقيه أجدادهم منذ أيام الحج على ظهور الدواب ، حتى استحقوا شفقة جميع الجنسيات عليهم ، وهذه ليست مشكلة ، فهي تحصل في أحسن الدول ، ولكن الذي لم يحدث أبدا أن يقوم برلمان ديمقراطي محترم بإيقاف نائب انتخبه الشعب لأنه مارس واجبه الرقابي وطالب بمحاسبة المسؤولين أو تقديم ما يثبت براءتهم ، لقد قرر أعضاء الحزب الوطني الإنفراد بالمجلس وطرد من يعارضهم في سابقة لم تكن لتحدث في عصور الشمولية والسيطرة البوليسية على كل صغيرة وكبيرة في البلاد ، حتى أن فتحي سرور لم يجد سابقة تاريخية لهذا إلا أيام الملكية والاحتلال البريطاني ، والأسوء أنه لم يجده إلا مع زعيم وطني أجمع المصريون – مسلمون وأقباط - على وطنيته وهو الزعيم الوفدي مكرم عبيد ، فهنيئًا للزعيم الجديد النائب سعد عبود أن تكون له الأسوة بهذا الزعيم الكبير ، حتى أن نواب المعارضة والمستقلين رددوا هتافات " سعد سعد يحيا سعد " ولكن الطريف أن فتحي سرور مارس اللعبة السياسية على طريقة " صاحب الكرة " حين أعلنها صريحة تحت قبة البرلمان " أنا مفتري يا سيدي أنا رئيس مجلس مفتري " أما ما كنت أخشاه أن يأخذ " مصر " ويرحل ويحرم الجميع من اللعب .

الأربعاء، ١٣ فبراير ٢٠٠٨

أحلام مصرية

- طارت بي الفرحة للوهلة الأولى عندما قرأت تصريح الرئيس أن مصر لا تقبل ضغوطًا خارجية ولا تقبل إملاءات من أحد ، وطار بي الخيال إلى ذرى الجبال فتخيلت أن مصر ستعلن غدًا صباحًا أنها لم تعد تقبل أن يفرض عليها الحد من عدد جنودها وتشكيلاتهم على حدودها مع إسرائيل ، وأنها ستطالب بتحقيق دولي في حوداث قتل المصريين على الحدود برصاص جنود إسرائيل وآخرهم الشهيد حميدان سويلم الذي قتل على عتبة بيته برفح ولم يُسمع ولو صوت واحد نشاز يطالب بدمه المهدور ، وطار بي الخيال فتخيلت أننا قدمنا الصهاينة إلى محاكم جرائم الحرب بتهمة قتل الأسرى المصريين العزل على اعتبار أنهم بشر وليسوا مجرد رعايا لحزب المال والسلطة ، وتخيلت أن مصر سترفض أن تستباح طابا لكل من هب ودب من حملة الإيدز الإسرائيلي هدية لشباب مصر الظمآن ، وتخيلت أن مصر ستعلن إغلاق مولد أبي حصيرة للأبد وإعادة قبر الرجل المسلم الذي هوّده الصهاينة ليكون مسمار جحا المغروس في قلب مصر ، وتخيلت أننا سنمزق اتفاقية الكويز ونرفض أن تستورد مصانعنا منتجات إسرائيل قسرًا لترضى عنَّا عيون السيد الأمريكي ، وأخيرًا تخيلت أننا أوقفنا شرايين الغاز المصري المتدفقة إلى أرض العدو التاريخي لنا بأبخس الأسعار ، ثم شعرت أنني بالغت في خيالي فاستبعدت أن نزيد عدد الجنود على الحدود لأننا مكبلون بكامب ديفيد التي صوّت لها المصريون جميعًا أحياءً وامواتًا وبصموا بالعشرة على القبول بها في استفتاء شعبي فريد من نوعه كان كل مثقفي مصر – تقريبا - مرميين فيه في السجون ، ثم استبعدت المطالبة بدم الشهداء على اعتبار أنها مجرد نيران صديقة ، ثم طار حلم جر الصهاينة إلى محاكم دولية على اعتبار أنهم فوق البشر وفوق القانون الدولي ونحمد الله أن الأسرى هم الذين لم يتعرضوا للمحاكمة بتهمة استهلاك الرصاص الإسرائيلي ، ثم وجدت أنه ربما قد جنح بي الخيال كثيرًا عندما أردت أن تكون طابا للمصريين ، فالمصريون شعب طيب ومضياف ، ألا يكفيه أنه استضاف الحزب الحاكم بأمره عشرات السنين تحولت فيها حاله من أكل الفول المصري صباحًا إلى أكل الفول الصيني صباحًا ومساءً ، وهكذا صرت استبعد حلمًا وراء حلمٍ حتى نفدت مني الأحلام ، فشددت اللحاف عليّ حتى أنام .

الاثنين، ١١ فبراير ٢٠٠٨

الحفيد

- الشهر الحالي يواكب الذكرى المئوية على حادثة دنشواي ، تلك المذبحة الشنيعة التي أقامها الاحتلال الإنجليزي البغيض ضد الشرفاء من أبناء مصر الذين رفضوا أن تنتهك الكرامة المصرية ويهدر الدم المصري هباءً ، وكأننا في مشهد مكرور اليوم ؛ حيث يُتَّهم المقاومون الشرفاء للاحتلال البغيض بالإرهاب ويتم قتلهم بالدم البارد بدون محاكمة سواء في فلسطين المحتلة أو العراق أو غيرهما من بلاد العالم الإسلامي ، ولكن المصريين الذين شُنقوا وجلدوا في دنشواي لم يقتلوا بدون محاكمة ، بل تمت محاكمتهم في مهزلة ذبح فيها العدل بسكين بارد على يد أناس من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، وكان ضلوع بطرس غالي باشا في هذه الخيانة الوطنية والإنسانية غير خافٍ على أحد في مصر كلها ، ولم يكن بطرس غالي باشا من الوطنيين الذين لا غبار عليهم كمكرم عبيد ، بل كان من أعوان الإنجليز ، ولا يشك أحد في تلك الحقيقة التاريخية ، لكن الدكتور فتحي سرور أبى إلا تزييف التاريخ حين أصر على حذف هذه الحقيقة من المضبطة في استجواب بطرس غالي الحفيد عن تضييع عشرات المليارات من أموال أصحاب المعاشات ، أعتقد أنه لا يجب أن يحاسب الأحفاد بجرائر الأجداد فلا تزر وازرة وزر خرى ، ولكن لا يجب أيضًا أن يقتدي الحفيد بالجد في إقامة العدل بين المصريين على الطريقة البطرسية .

الأحد، ١٠ فبراير ٢٠٠٨

إسلاموفوبيا

- ما زالت الهجمة الشرسة للإعلام البريطاني على أسقف كانتبري تتضرم بنيران الحقد الصليبي على الإسلام ، وقد وصل الأمر بهم إلى حد أن اتهمته الصنداي تايمز بالخيانة لمجرد أنه دعا إلى أن تحصل الأقلية المسلمة على أبسط حقوقها القانونية في التعامل بأحكام الشريعة في مسألة الطلاق ، وهذه هي حالة حقوق الإنسان المسلم ليس في بريطانيا وحدها بل أيضًا في كل الدنيا ، فإذا كان المسلم لا يحصل على حقوقه في بلاده نفسها فكيف به في البلاد التي ما زالت تفكر بعقلية المستعمر والمبشر المستغل ؟ إن الأقلية غير المسلمة في الدول الإسلامية تتمتع بحقوق لا تحلم بها الأغلبية المسلمة ، أبسط الحقوق إستقلالية الكنيسة عن أجهزة الدولة ، وعدم المساس بأملاكها أو فرض شخص معين لرئاستها ، أما مؤسسات الوقف الإسلامي في الدول الإسلامية فحدث عنها ولا حرج ، تمت مصادرة الأوقاف الإسلامية وضمها للميزانية العامة للدولة التي يتشارك فيها جميع المواطنين ؛ مسلمين وغير مسلمين ؛ بل ضُمت بعض أراضي الأوقاف للدولة ليتم إقامة أنشطة مخالفة للشريعة الإسلامية عليها - هل يتذكر أحدٌ الملهى الليلي الذي أقامه أخو وزير أوقاف سابق على أرض ملك للأوقاف - كما تم تأميم جميع المناصب العلمية الإسلامية ، وبعد أن كانت هيئة كبار العلماء هيئة مستقلة ، ولم يكن الملك - في عهد الملكية - يجرؤ على تعيين أو إقالة شيخ الأزهر صار الأمر إلى أن يصبح شيوخ الأزهر والأوقاف ,الإفتاء مجرد موظفين تعيّنهم الدولة وتفصلهم لمعايير أبعد ما تكون عن العلم والتقوى .
أثارت تلك الهجمة في النفس شجون وشجون ، ولكن أين هي جمعيات حقوق الإنسان المشبوهة التي تتمول بأموال الخارج لزرع فتنة طائفية في الداخل ؟ أين تعليقاتهم على الوضع المزري لحقوق الإنسان المسلم في بلاد أسيادهم الغربيين ؟ ما رأيهم لو تمت المعاملة بالمثل وأجبر غير المسلمين على التعامل بأحكام لا ترضاها شريعتهم في الطلاق والزواج ؟ في كال يوم تسيل أنهار الدم المسلم في كل بؤر الصراعات - وليس صدفة أنها كلها في بلاد المسلمين - ولا يرمش لهم جفن ، أما إذا سالت دماء الخراف في عيد الأضحى فيسارعون إلى إدانة المسلمين بالوحشية في التعامل مع الحيوانات ، وتمنع استراليا تصدير الخراف إلى مصر ، ربما لأن الحيوانات غير مسلمة لذلك لها حقوق

السبت، ٩ فبراير ٢٠٠٨

شجاعة أسقف

- لم يُسلم الدكتور روان وليامز أسقف كانتبري ، ولم يطالب بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على كل البريطانيين ، فقط طالب بالسماح للمسلمين في بريطانيا بالتعامل ببعض أحكام الشريعة الإسلامية خاصة في مجال الطلاق ، فقامت قيامة الدنيا في بريطانيا ضده ، وشن القادة السياسيون هجومًا عنيفًا عليه ، حتى أن الناطق باسم جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني اضطر إلى إصدار تصريح يسفه فيها رأي الأسقف وأن القوانين البريطانية ينبغي أن تعتمد على القيم البريطانية ، فليس للأقلية المسلمة في بريطانيا أي حقوق ، وهذه هي حالة حقوق الإنسان في البلاد التي تريد أن تراقب حقوق الإنسان عندنا ، أين هم المتزاعمون من أقباط المهجر والمتأمركين في الداخل ، الذين يتخذون من حقوق الإنسان ذريعة لزرع فتنة طائفية دخيلة على الشعب المصري المتآخي ، هل تستطيع الأغلبية المسلمة في مصر أن تفرض على الأقباط التعامل بقوانين الأغلبية في الأحوال الشخصية ؟ قد يتفق هذا الفرض القسري مع قوانين الديموقراطية البريطانية ولكنه لا يتفق مع الشريعة الإسلامية التي تأمر بالعدل بل والإحسان مع غير المسلمين .
رحم الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي أعطى العصا للرجل القبطي ليضرب ابن أمير مصر عمر بن العاص قصاصًا لحقه ، ثم أمره أن يضع العصا على صلعة الأمير لأن ولده لم يتجرأ على الظلم إلا بسلطة أبيه ، هكذا كان العدل عند المسلمين وهكذا يجب أن يكون .
إنهم - الغربيين عامة - يطالبون بتطبيق حقوق الإنسان في كل العالم ، ولكنهم يتجاهلون تطبيقها على الإنسان المسلم في بلادهم ، ربما لأن المسلم عندهم ليس إنسانًا ، فكل ملسم عندهم إرهابي حتى يثبت العكس ، ولن يثبت العجز ابدًا إلا أن يكون حظه من الإسلام كحظ كونداليزا رايس من الجمال .

الجمعة، ٨ فبراير ٢٠٠٨

مصر للمصريين ... كان زمان

- 370 قطعة أثرية مصرية يعرضها طيار أمريكي للبيع على تاجر تحف في تكساس ، فتقوم الشرطة الأمريكية بإلقاء القبض عليه لأن القطع مسروقة من متحف بالمعادي ، قد يبدو الخبر عاديًا ولكن غير العادي أن الطيار حصل على القطع عندما كان في مصر سنة 2002م ومع ذلك لم يعرف المسئولون في مصر عنها شيئا حتى جاءهم الخبر اليقين من أمريكا ، ستة أعوام والآثار مسروقة بهذا العدد الكبير ولم يبلغ أحد عن فقدانها ، 370 قطعة ولم يلاحظها أحد ، هذا يثبت فعلاً أن الاقتصاد المصري بخير كما أعلن رئيس الوزراء أمس فإذا كان هذا العدد الكبير يختفي في واقعة سرقة واحدة ومن متحف واحد ولا يسمع عنه أحد شيئا ؛ فلا بد أن يكون المتبقي هائل جدًا ، والحكومة غير متفرغة لمتابعة " الفكة " وتهتم بالمسائل الكبرى فقط ، ألا يكفيها أنها تحافظ على الأهرام فلم يسرقها أحد حتى الآن ؟ ثم ما المانع أن يكون شعار هيئة الآثار مقتبسًا من شعار شركة الحديد ، فإذا كان شعارهم " حديد مصر للعالم " وللمصريين لا ، فليكن شعار هيئة الآثار " آثار مصر للعالم " ومتاحفها تفضى .

الخميس، ٧ فبراير ٢٠٠٨

الرجل المناسب


- أخيرًا وجدت خبرا مفرحًا : "فاروق جويدة المرشح الأبرز لاعتلاء عرش وزارة الثقافة خلفًا لفاروق حسني " ، أخيرا يتولى الثقافة رجل يحترمه جميع المثقفين ولا يختلف على مواقفه الرجولية اثنان ، فالمعروف عنه أنه لا ينحني للسلطة ولا يتمسح بها ، بل قصيدته الأخيرة التي نشرها نهاية العام الماضي تكاد تكون صيحة صحوة تعري سوءة النظام ، والمعروف أيضًا أن الثقافة في مصر لم تقم لها قائمة منذ تخولها فاروق حسني .

منا وعلينا ... وليست لنا

- قدم النائب محسن راضي طلب إحاطة عاجل مقدم إلى الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء يتهم فيه الحكومة بإهدار تسعة مليارات جنيه - دون أي مستندات أو فواتير - على الضيافة "الشاي والقهوة" ومهمات مكتبية صغيرة ، ولا أدري لماذا يستغرب النائب مثل هذا المبلغ على الضيافة ؟ ألا يعلم أن مصر مضيافة وربما تكون قد استضافت شعب الصين جميعًا عدة مرات ، كما أن أسعار الشاي والسكر في ازدياد متسارع وبما أن الحكومة جزء من الشعب فإنها تعاني كما يعاني الشعب من غلاء الأسعار ، وبدلا من أن يستبشع المبلغ ويستكثره ، عليه أن يطالب بالتحقيق حتى يتأكد أن الحكومة الموقرة لم تأخذ " شايها ناشف " .

الأربعاء، ٦ فبراير ٢٠٠٨

كلمة حق ... ولكن

- لا ينبغي للعاقلين أن يفرحوا بقرار البرلمان الأوربي المنتقد لحالة حقوق الإنسان في مصر حتى وغن كانوا يكتوون بنيران تلك الحالة ، فهذا القرار لا يهدف إلى تحسين حالة حقوق الإنسان في مصر ، وهو قرار لم يتخذ من أجل سواد عيون الشعب المصري ، هذا القرار لا يصب إلا في مصلحة متخذيه ، لأنه سيكون وسيلة ضغط على الحكومة المصرية لتفويت المصالح الأوربية ، تماما كما فعل بوش مع الحكام العرب فقد ضغط عليهم بلعبة نشر الديمقراطية ليقدموا تنازلات تصب في مصلحة إسرائيل وتكرس السيطرة الأمريكية ، وكانت المكافأة على ذلك تركهم يلعبون كما يشاؤون في مجال حقوق الإنسان ، لذلك تظل قضية الاستقواء بالخارج بحجة الدكتاتورية في الداخل مجرد قضية عمالة للأجنبي على حساب الوطن ، فرق كبير بين أن تكون معارضًا وأن تكون مجرد جلبي آخر وعلاوي جديد .

منافقة 2

- اكتشاف خطير كشفه الأمن المصري وأعلنت جريدة الأخبار عنه اليوم ، فقد اكتشف الأمن سر قرار البرلمان الأوربي الذي ينتقد حالة حقوق الإنسان في مصر ، وكان السر الخطير أن نائبًا إخوانيًا التقى بنائب رئيس البرلمان الأوربي وأمده بمعلومات مغلوطة ، وحتى تصدق مثل هذا المنطق يجب أن تعيش في أجواء الستينات وعصور ما قبل الانترنت ، وعليك أيضا أن تصدق أن حجم الإخوان كبير إلى هذه الدرجة التي تجعلهم يشكلون ذلك اللوبي الجبار للضغط على صانعي القرار في أوروبا وما وراء البحار ، ثم عليك أن تصدق أن البرلمان الأوربي يعمل على طريقة " يتفضل برفع يده : موافقة " .

رسالـة من شهيد

رسالـة من شهيد

قصيدة للشاعر : نور أبو مدين

( الشهيد حميدان سويلم قتله الرصاص الإسرائيلي مرة ، ولكن الصمت المصري قتله آلاف المرات )

وَأَعْلَمُ أَنَكُمْ مِثْلِي

ضَحَايَا القَهْرِ وَالإِتْجَارِ بِالوَطَنِ

وَأَنَّ القَيْدَ فِي يَدِكُمْ

لُقَيْمَاتٌ عَلَيْهَا العُمْرُ مُحْتَرِقٌ

مِنَ المِيلَادِ لِلْكَفَنِ

وَأَنَّ الصَّمْتَ يَسْكُنُكُمْ

لَأَنَّ اليَأْسَ يَأْكُلُكُمْ

وَكُلُّ شُمُوسِ عَهْدِكُمُ

قَدِ انْطَفَأَتْ

فَأَمْسَى الصُّبْحُ مُصْطَبِغًا بِلَوْنِ القِيحِ وَالعَفَنِ

وَضَاعَ الحُلْمُ فِي بَلَدٍ

عَلَيْهِ الذِّئْبُ مُؤْتَمَنٌ

وَبُومٌ نَاعِقٌ يَشْدُو

لِخُلْدِ الذِّئْبِ فِي الزَّمَنِ

وَسُوقٌ لِلنِّخَاسَةِ قَدْ أَقَامُوهَا

لِبَيْعِ الشَّعْبِ وَالوَطَنِ

وَأَعْلَمُ أَنَكُمْ مِثْلِي

دِمَائِي مِنْ دِمَائِكُمُ

وَقَيْدِي مِنْ قُيُودِكُمُ

وَسَجَّانِي

كَمَا نَخَّاسِكُمْ عَرْبَدْ

وَهَمَّي مَعْ هُمُومِكُمُ

تَوَحَّدْ

وَعُقْدُ رَبِيعِ أَيَّامِي

تَبَدَّدْ

لَأَنِّي كُنْتُ مِثْلَكُمُ

أَعِيشُ الحُلْمَ مُنْتَظِرًا

رُجُوعَ الشَّمْسِ لِلدُّنْيَا

وَأَبْنَاءً يُلَاقُونَ الغَدَ الأَسْعَدْ

وَكُنْتُ أَرَى رِيَاحَ المَوْتِ قَاصِفَةً

وَأَشْرِعَتِي مُمَزَّقةٌ

بِبَحْرِ الصَمْتِ تَائِهَةٌ

بِلِا مَقْصِدْ

وَرُبَّانِي

هُوَ الجَانِي

وَسَجَّانِي

أَضَاعَ الدَّارَ وَالمَسْجِدْ

المرحلة الجديدة


- ألا يمكنهم تأجيل قانون تجارة - أو نقل - الأعضاء البشرية قليلاً ، ربما يكونون مبكرين بعض الشيء في محاولة فرض هذا القانون ، فمرحلة بيع المصريين في أسواق الرقيق الأبيض بغرض التفكيك لم تأت بعد ، أم أننا وصلنا لمرحلة القطع من لحم الشعب الحي ، كنت أظن أنه ما زال هناك الكثير من الشركات لم تبع بعد .

الثلاثاء، ٥ فبراير ٢٠٠٨

وجوه من حديد


- دافع المهندس علاء أبوالخير، العضو المنتدب لمجموعة عز الدخيلة عن الزيادات الجديدة في اسعار الحديد ، وقال إن إدارة المجموعة لم تجد مفرا من إقرار زيادة سعرية جديدة تبلغ 370 جنيها للطن، اعتبارا من أول فبراير، تفاديا لخسائر قد تصل إلي 460 جنيها لكل طن إذا استمرت بنفس أسعارها السابقة ، حقيقي ظلمناهم بجد ، كنا نظن أنهم يحققون مكسبا يزيد على عشرة ملايين جنيها يوميًا - كما نشرت إحدى الصحف ولم يكذبها أحد - فإذا بهم يخسرون في الطن الواحد طبقا لكلام المهندس المحترم 460-370=90 جنيهًا ، ولأن الشعب المصري طيب وابن حلال سيصدق ذلك وربما سيسعى لجمع تبرعات لإنقاذ الشركة من الإفلاس ، عاش الطبيب الذي يضحي بالأم والأب والجنين كي يعيش صاحب المستشفى .

الاثنين، ٤ فبراير ٢٠٠٨

الزر العجيب

- من الصعب جدًا اعتبار التغير الذي طرأ على الموقف الإعلامي الرسمي من دخول الغزاويين لمصر مجرد رد فعل فردي أو تلاقي بين وجهات نظر بعض الصحفيين الحكوميين ، كاد الموقف النبيل للرئيس أن يختفي تحت وطأة سيل الهجوم على هذا الدخول وتحولت النكتة التي أطلقها أحمد رجب عندما شبه ما حدث بالغزو إلى حقيقة مؤكدة على ألسنة أعضاء مجلس الشورى ، مع أن الموقف الرسمي المعلن غير ذلك ، فهل يكّذبون الرئيس عندما أخبر الدنيا كلها أنه هو الذي سمح بهذا الدخول ، أم أن العداء لكل ما هو إسلامي مستحكم في نفوس العلمانيين وبقايا اليساريين إلى حد أن يزعم أحدهم أن حماس عميلة لإسرائيل !!! هذا التغير الجماعي في الموقف الإعلامي يجعل المرء يفكر كثيرا عن هوية من يمتلك الزر الذي يشغل الأدمغة في الصحف القومية ... أنا شخصيًا كنت أظنه يعيش في الداخل ؟!

الأحد، ٣ فبراير ٢٠٠٨

بين الاستعانة والاستهانة

-الأصل في الأشياء الإباحة ، والأصل في العبادات المنع ، فكل ما في الكون مباح للبشر ما لم يقم دليل شرعي على منعه ، أما في العبادة فالأصل فيها التوقيف ولا يجوز أن يبتدع المرء عبادة من تلقاء نفسه زاعمًا أنها ترضي الله سبحانه وتعالى ، وعبادة الصيام تضامنًا مع المظلومين عبادة جديدة اخترعها الأستاذ عمر خالد ، ورغم احترامنا له إلا أنه كان عليه أن يسأل الفقهاء قبل الإقدام على هذه البدعة .
أما السلاح الذي لا ينبغي أبدًا للمؤمن من التقليل منه فهو سلاح الدعاء ، فإن التاريخ يثبت أنه سلاح ناجح منذ انتصر المسلمون في بدر ، وأقرب مثال على ذلك عندما استخدم صلاح الدين الأيوبي سلاح الدعاء يوم الجمعه لما تمرد عليه قواده ورفضوا الخروج لملاقة الصليبيين في إحدى المعارك فشاور القاضي شداد فأخبره أنه استنفد أسباب الأرض فعليه بأسباب السماء وبالفعل ما لبث أن جاءه الخبر بتفرق القوات الصليبية لخلاف نشب بين قادتها ، ولكن سلاح الدعاء لا يجدي نفعًا من قلب تواكل على الله وترك الأخذ بالأسباب لأن الله تعبدنا بالأخذ بالأسباب أيضا ، ألا ترى أن الله تعالى كان قادرا عل نصرة المسلمين يوم بدر بغير قتال لكنه اختبر المؤمنين به ، وتلك هي المعادلة الصعبة ، أو تلك هي وسطية الإسلام بين الاستهانة والاستعانة ، وبغير تحقيق طرفي المعادلة سيأتي اليوم الذي يصلي فيه المسلمون العشاء عشر ركعات تضامنا مع المحاصرين من المحيط للخليج .

بين القهر والصبر

- الشعب المصري شعب صبور ، حتى أن السيوطي يصفه في فصل عنوانه " فصل في أن أهل مصر يقبلون الضيم ويقيمون عليه " ، في أحلك العهود كان المصري يحارب الظلم بالصبر ، متسلحًا بتراث طويل من الحكمة الشعبية من نوعية " اصبر على جارك السوء ليرحل لتجيء له مصيبة تأخذه " ، لكن هذا الصبر صبر خادع ، لأنه يدرك جيدًا متى يثور ومتى يهادن ، في كل عصور القهر لم يغامر المصريون بثورة تؤدي إلى فوضى ، فقط ينتظر حتى يجيء زعيم مناسب لينفض عنه تراب السنين وينطلق ليحقق المعجزات ، فعل ذلك عندما جاءه أحمس فطرد الهكسوس وعندما جاءه عمر بن العاص فطرد الرومان وطرد الفاطميين تحت إمرة صلاح الدين ، فقط إذا هدد الشعب في مصيره عندها فقط ينتفض ، وعلى رأي المثل " قهر على قهر هو العمر فيه كم شهر " ... ليس حكيمًا من يفكر في رفع الدعم عن الرغيف .

السبت، ٢ فبراير ٢٠٠٨

معرض الكتاب

- معرض القاهرة للكتاب هو أهم حدث ثقافي في الوطن العربي ، أذكر أنني زرته للمرة الأولى قبل أن ينتقل إلى أرض المعارض ، وكنت وقتها طفلاً صغيرا ، شعرت يومها وكأنني دخلت مغارة علي بابا ، وكانت كنوز المعرفة حولي لا تعد ولا تحصى ، ولكنه يرتبط عندي - أيضًا - بالشعور بالحسرة فقد كنت أعود منه بما يحمل منقار العصفور ، ولن أنسى يوم حضرت ندوة شعرية للشاعر اليمني عبد الله البردوني رحمة الله فقد كان مدرسة شعرية مستقلة ، وكذلك حضرت لنزار قباني ولا أنسى يومها وقد اكتظت القاعة حتى افترش بعض الحضور خارج الأبواب ، وتوالت السنوات واستولى على القاعات شعراء الحداثة ونقاد التنويرية ومثقفي السلطة أتباع كل صيحة شاذة فغدت بهم قاعًا صفصا ، حتى يخيل لي أنهم يتبادلون الحضور لبعضهم البعض لكي يجدوا من يسمعهم ولزوم التصوير على الفضائيات الحكومية التي - أيضا - لا يشاهدها أحد غيرهم – إحصائية 87% من المصريين يشاهدون الفضائيات غير الحكومية - أما هذا العام فقد تميز برائحة خاصة جدا لا أراها تعبر إلا عن واقع الحياة الثقافية في عهدها الزاهر تلك الرائحة التي ملأت الجو من جناح ضيف الشرف - الذي يفترض أن يكون أهم الأجنحة - وزكمت الأنوف عندما ضربت ماسورة المجاري في جناح الإمارات .

الجمعة، ١ فبراير ٢٠٠٨

بدون تعليق

- نواب الإخوان طالبوا «فهمي» بوقف تصدير الغاز لإسرائيل بأقل من السعر العالمي وسرور يرد: «ده موضوع سياسي غير معروض للنقاش» ، مهما حاولت أن أبتكر تعليقًا مضحكا عن هذا الخبر فسيظل الخبر نفسه أكثر إضحاكًا .

تلاكيك

- نواب الوطني يدافعون عن الراقصة فيفي عبده ضد اتهامها بالسخرية من الصحابة في مسرحيتها " روايح " فقد اتضح أن نواب المعرضة " يتلككون لفيفي عبدة ويقفون لها على الواحدة " ، واتضح بما لا يدع مجالا للشك أنهم مخطئون لأنهم كان ينبغي لهم أن يقفوا لها على " الواحدة ونص " .

حتى أنت يا فايرفوكس

- المتصفح الشهير موزيلا فاير فوكس أفضل بكثير - في رايي الشخصي - من الإنترنت إكسبلورر ، ولكني لاحظت اليوم أنك عندما تريد إغلاق عدة صفحات كنت قد فتحتها في نفس النافذة - والتي يسميها البرنامج " ألسنة " - فإنك تضطر للموافقة على خيار يسمى " إغلاق الألسنة " .
هي ناقصة يا عم فايرفوكس !!!!

صحّ الموت

- رئيس تحرير جريدة قومية يعاقب القائم على الديسك لكشفه فبركة محررة حاورت اللواء صلاح الدين سليم في قبره وضمنت له رأيا في مقالتها ، يستاهل العقاب ... من قال له إن الأموات لا رأي لهم ؟ وعليه أن يحمد الله أنه لم يُقدم للمحاكمة العسكرية بتهمة قلب نظام الانتخابات في مصر .

بُعد نظر

- اكتشفت جانبا جديدا سبقنا فيه قدماء المصريين ، وذلك أن مدينة العمارنة التي تفاخر إخناتون ببنائها في عهده خربت بمجرد وفاة الفرعون وأصبحت نهبًا للرياح والرمال ، الحمد لله لم أستمع لنصيحة صديقي بشراء قطعة أرض في توشكى .

كله تمام

- كشف علماء الاثار أدلة على بشاعة الحياة التي تحملها بعض المصريين في عهد إخناتون تتناقض تماما مع الصورة التي حاول إشاعتها في لوحات المقابر لرسم حياة زاهية للمصريين في عهده ، يبدو أن قدماء المصريين هم أول من أخترع الصحف القومية .

شكرا للرئيس

- أسعدني ارتفاع شعبية الرئيس مبارك في أوساط المصريين بعد سماحه لفلسطينيي غزة الغلابة بدخول رفح والعريش ، لأن هذا الارتفاع قد يشجع سيادته على مزيد من القرارات المماثلة كالسماح للمصرين الغلابة أيضا بدخول طابا أو شرم الشيخ .

ديمقراطية

- " يحكى أن حاكم إحدى الدول النامية - مش دولتنا طبعاً - زار أمريكا فتفاخر عم بوش أمامه بالمظاهرات الأمريكية والحرية وخلافه ، فقال الحاكم وإيه يعني أنا عندي نفس الشيء وهصور لك مظاهرة وأبعتلك الصور ، وقرر أن يستفز الشعب بزيادة الضرائب حتى يخرج الشعب في مظاهرة ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، فقرر أن كا من يعبر الشارع الرئيسي لابد أن يُضرب بالقفا ، وبعد فترة قامت مظاهرة ، فرح بها وأمر بتصوير المتظاهرين وهم يقدمون مطالبهم لسيادته فكانت المطالب في سطر واحد : يا باشا اللي بيضربونا بالقفا عددهم قليل زود العدد عشان ميعطلوناش في الزحمة " منذ سمعت هذه الطرفة وأنا أرى أن العدد - بسم الله ماشاء الله - يزيد ويزيد ويزيد ...... الخ