الثلاثاء، ١٨ مارس ٢٠٠٨

جرأة عجيبة

لا أجد وقتًا لكتابة مشاركة جديدة هنا لانشغالي بتصحيح الامتحانات ، ولكن لفت نظري - أو سمعي إن شئت الدقة - أن الدكتور محمد هداية منذ دقائق قليلة على قناة دريم ادعى أن حديث " العلماء ورثة الأنبياء " حديث [[ موضوع لم يقله النبي صلى الله عليه وسلم]] كما قال بالحرف الواحد ، ولما كنت قد سمعت الحديث من علماء كبار لا أشك في علمهم ، سارعت بالبحث عنه فوجدت النتائج التالية على سبيل المثال لا الحصر : " أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه من حديث أبي الدرداء " المصدر : تخريج احاديث الإحياء ، " صححه جماعة وضعفه آخرون بالاضطراب في سنده لكن له شواهد قال شيخنا له طرق يعرف بها إن للحديث أصلا " المصدر : تذكرة الموضوعات ، " لكن جملة العلماء ورثة الأنبياء ثبتت عند ابن حبان وغيره وبعض أسانيده مقبولة " السلسلة الضعيفة ، " رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي " صحيح الترغيب والترهيب ، " تحقيق الألباني ( صحيح ) انظر حديث رقم : 6297 في صحيح الجامع .


ولا وقت عندي للتعليق الآن ، وربما أعود للحديث عنه في الإجازة الأسبوعبة .

الخميس، ٦ مارس ٢٠٠٨

الدين الجديد


لم تعد أحكام الشريعة الإسلامية تستمد من كتاب الله وسنة رسوله ، ولم تعد أصول الفقه - التي استمدها المسلمون جيلاً بعد جيل منهما وارتضوها لتكون منهجًا لاستنباط أحكام الشريعة الإسلامية – تحكم منهج الاستدلال عند القائمين على الأمور لدينا ، بل تم استنباط أصول فقه جديدة لا تستمد أحكامها من كتاب الله وسنة رسوله وإجماع الأمة و .... الخ ، بل تستمد أحكامها من المؤتمرات السكانية العالمية التي يتحكم بها الصهاينة والأمريكان ، وإذا كانوا يرون أن ختان الإناث جريمة لأنه يقلل متعة المرأة فليكن هذا هو حكم الله من فوق سبع سموات ، ولنقذف بعرض الحائط حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم – وغيره - " إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ وَمَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ " في تسمية صريحة ( الختان الختان ) لكل من الرجل والمرأة ، أقول مرة أخرى في تسمية صريحة تدل على مشروعية الختان للمرأة على أقل تقدير ، وليذهب المالكية إلى الجحيم لأنهم يرونه مندوبا ( مستحبا ) للمرأة – راجع الشرح الكبير للدردير ج2 ص126 - ، وليحترق الشافعية في نار جهنم لأنهم يقولون بوجوبه – انظر فتح المعين ج4 ص197 – وليس مهمًا إن كان علماء الأمة جيلاً بعد جيل لم يختلفوا في مشروعيته بل اختلفوا في وجوبه أو استحبابه ، وعليكم من الآن إحراق كل كتب سلفكم الصالح لأن خلفكم ال... وجد طريقة جديدة للفتيا تعتمد على " وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ " فقط .
وإمعانا في طاعة أولي الأمر سيبدأ مجلسا الشعب والشورى مناقشة قانون يعاقب بالحبس سنتين على جريمة اتباع مذاهب علماء الأمة جيلاً بعد جيل في سنة الختان .
الحمد لله أن اليهود يختنون الذكور وإلا كنا رحنا في الرجلين !!!

الاثنين، ٣ مارس ٢٠٠٨

لا حياة لمن تنادي


ثلاثة أحداث مهمة مرت علينا الأسبوع الماضي ، وحدث واحد تافه ، أما الأحداث المهمة – مجتمعة – فلم تحظ بنسبة تذكر من الاهتمام الإعلامي والشعبي بالحدث التافه ، وما أتحدث عنه ليس لغزًا ، فقد استشهدت طفلة مصرية صغيرة ( 13 عامًا ) تدعى " سماح نايف " على الحدود المصرية الإسرائيلية برصاص قناص إسرائيلي أثناء لعبها أمام منزلها القريب من الحدود ، وهذه الطفلة قريبة الشهيد المصري " حميدان سويلم " الذي توفي منذ فترة وجيزة بنفس الطريقة ونفس المكان ونفس التجاهل الرسمي والإعلامي تقريبًا ، والحدث الثاني هو بدأ إسرائيل لعملية هولكوست جديد ضد المدنيين في غزة وصلت حصيلته إلى 120 شهيدًا حتى الآن الكثرة الغالبة منهم أطفال في عمر الزهور وأمهات أو ربات بيوت ، وأرفض أن أستخدم كلمة نساء لأنها مفردة خادعة فربما يظن القارئ أنهن ناشطات في مجال المقاومة ولكنهن محض ربات بيوت كل أملهن في الحياة أن يرين أطفالهن يكبرون تحت أعينهن ، والتجاهل الرسمي التام للرد على هذه المذبحة البشرية " محرقة الشتاء الدامي " ما زال هو السائد في كل قصور الحكم في أكثر العواصم العربية والإسلامية ومقارنتهم في هذا الموقف بالمعتصم سذاجة لأن المعتصم لم يصل لسدة الحكم بفضل دعم الروم له وسكوتهم عليه ، أما الحدث الثالث فهو استمرار الهجمة الشرسة على الإسلام لتشويه صورته بتشويه صورة النبي العظيم صلى الله عليه وسلم ، الذي علمنا ألا نسب آلهة الكفار ولا نتدنى إلى مستوى تفكيرهم ، واستمرار الصمت العربي والإسلامي الرسمي على هذه الهجمة الحقيرة في أسلوبها وأهدافها ، أما في أسلوبها لأنها لم تتخذ الحوار والإقناع ومقارعة الحجة بالحجة سبيلاً بل مجرد الاستهزاء واستعمال الكذب في الهجوم ، وأما في أهدافها فلأنها تهدف إلى ترهيب الأقليات الإسلامية في بلاد " الرجل الأبيض " وحرمانهم من أبسط حقوقهم كبشر ، بل والعمل على حملهم على الرحيل .

أما الحدث التافه الذي مر بنا في الأيام القليلة الماضية فهو هروب اللاعب المصري عصام الحضري من ناديه العريق للعب في نادي " ترسو " – ترسو هذه وصف لمستوى النادي وليس اسمه - في سويسرا من أجل تحصيل المزيد من الأموال أو من أجل الاحتراف في بلاد الخواجات ، ثم عودته في فيلم مثير تولت عرضه جميع الفضائيات الرياضية وغير الرياضية المصرية وحتى غير المصرية ، وكأن هروب الحضري قضية أمن قومي تمس الكرامة العربية وكأن عودته انتصار ساحق على قوى الشر العالمية التي تريد إبادة شعوبنا العربية والإسلامية حتى آخر حارس مرمى في أمتنا !!