الأحد، ٢٤ فبراير ٢٠٠٨

عزف منفرد


لا أدري من هو الترزي العبقري الذي يفصل القوانين في مصر ، لتخرج في النهاية على مقاس الحزب الحاكم بأمره بالتمام والكمال ، منذ تغيير الدستور والقوانين واللوائح تترى على رأس الشعب المصري وكلها لا تصب في غير مصلحة الحزب ، آخرها إلغاء عرض تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات على مجلس الشعب ، رغم أن المجلس مجلسهم والقرار في يد عم سيد قراره ، ورغم أنهم في النهاية سيصوتون بالموافقة على عدم إحالة أي مخالفة في التقرير إلى النائب العام ، ورغم أنه يُنتظر أن يكون المجلس الحالي هو آخر مجلس يحتوي على أعضاء من غير الحزب الوطني بعد تأميم الانتخابات لصالح الحزب دستوريًا والعودة لانتخابات الـ 99.99% بنص الدستور بعد رفع يد القضاء عنها وإسنادها لموظفين غلابة يخافون على لقمة العيش – وليس رغيف العيش على اعتبار أن المرتب لم يعد يكفي لشراء رغيفًا كاملا – رغم كل هذه الضمانات التي تضمن لهم أن يكون تقرير المركزي للمحاسبات مجرد حبر على ورق فإنهم أصروا على تجنيب أنفسهم وجع الدماغ والشوشرة ومنع أي رجل شريف كجودت الملط من كشف فضائح السادة ونشر الغسيل " غير النظيف " فقرروا تكميم الأفواه على اعتبار أن للصبر حدودًا وأنهم وصلوا لآخر حد الصبر الذي عندهم ، وعلى رأي عمنا أحمد مطر في قصيدته " عزف على القانون " يقول فيها :
[ يشتمني ويدعي أن سكوتي معلن عن ضعفه ،
يلطمني ويدعي أن فمي قام بلطم كفه ،
يطعنني ويدعي أن دمي لوث حد سيفه ،
فأخرج القانون من متحفه ،
وأمسح الغبار عن جبينه ،
أطلب بعض عطفه ،
لكنه يهرب نحو قاتلي وينحني في صفه ،
يقول حبري ودمي : " لا تندهش ،
".من يملك القانون في أوطاننا ، هو الذي يملك حق عزفه ]