السبت، ٢ فبراير ٢٠٠٨

معرض الكتاب

- معرض القاهرة للكتاب هو أهم حدث ثقافي في الوطن العربي ، أذكر أنني زرته للمرة الأولى قبل أن ينتقل إلى أرض المعارض ، وكنت وقتها طفلاً صغيرا ، شعرت يومها وكأنني دخلت مغارة علي بابا ، وكانت كنوز المعرفة حولي لا تعد ولا تحصى ، ولكنه يرتبط عندي - أيضًا - بالشعور بالحسرة فقد كنت أعود منه بما يحمل منقار العصفور ، ولن أنسى يوم حضرت ندوة شعرية للشاعر اليمني عبد الله البردوني رحمة الله فقد كان مدرسة شعرية مستقلة ، وكذلك حضرت لنزار قباني ولا أنسى يومها وقد اكتظت القاعة حتى افترش بعض الحضور خارج الأبواب ، وتوالت السنوات واستولى على القاعات شعراء الحداثة ونقاد التنويرية ومثقفي السلطة أتباع كل صيحة شاذة فغدت بهم قاعًا صفصا ، حتى يخيل لي أنهم يتبادلون الحضور لبعضهم البعض لكي يجدوا من يسمعهم ولزوم التصوير على الفضائيات الحكومية التي - أيضا - لا يشاهدها أحد غيرهم – إحصائية 87% من المصريين يشاهدون الفضائيات غير الحكومية - أما هذا العام فقد تميز برائحة خاصة جدا لا أراها تعبر إلا عن واقع الحياة الثقافية في عهدها الزاهر تلك الرائحة التي ملأت الجو من جناح ضيف الشرف - الذي يفترض أن يكون أهم الأجنحة - وزكمت الأنوف عندما ضربت ماسورة المجاري في جناح الإمارات .