الأحد، ١٠ فبراير ٢٠٠٨

إسلاموفوبيا

- ما زالت الهجمة الشرسة للإعلام البريطاني على أسقف كانتبري تتضرم بنيران الحقد الصليبي على الإسلام ، وقد وصل الأمر بهم إلى حد أن اتهمته الصنداي تايمز بالخيانة لمجرد أنه دعا إلى أن تحصل الأقلية المسلمة على أبسط حقوقها القانونية في التعامل بأحكام الشريعة في مسألة الطلاق ، وهذه هي حالة حقوق الإنسان المسلم ليس في بريطانيا وحدها بل أيضًا في كل الدنيا ، فإذا كان المسلم لا يحصل على حقوقه في بلاده نفسها فكيف به في البلاد التي ما زالت تفكر بعقلية المستعمر والمبشر المستغل ؟ إن الأقلية غير المسلمة في الدول الإسلامية تتمتع بحقوق لا تحلم بها الأغلبية المسلمة ، أبسط الحقوق إستقلالية الكنيسة عن أجهزة الدولة ، وعدم المساس بأملاكها أو فرض شخص معين لرئاستها ، أما مؤسسات الوقف الإسلامي في الدول الإسلامية فحدث عنها ولا حرج ، تمت مصادرة الأوقاف الإسلامية وضمها للميزانية العامة للدولة التي يتشارك فيها جميع المواطنين ؛ مسلمين وغير مسلمين ؛ بل ضُمت بعض أراضي الأوقاف للدولة ليتم إقامة أنشطة مخالفة للشريعة الإسلامية عليها - هل يتذكر أحدٌ الملهى الليلي الذي أقامه أخو وزير أوقاف سابق على أرض ملك للأوقاف - كما تم تأميم جميع المناصب العلمية الإسلامية ، وبعد أن كانت هيئة كبار العلماء هيئة مستقلة ، ولم يكن الملك - في عهد الملكية - يجرؤ على تعيين أو إقالة شيخ الأزهر صار الأمر إلى أن يصبح شيوخ الأزهر والأوقاف ,الإفتاء مجرد موظفين تعيّنهم الدولة وتفصلهم لمعايير أبعد ما تكون عن العلم والتقوى .
أثارت تلك الهجمة في النفس شجون وشجون ، ولكن أين هي جمعيات حقوق الإنسان المشبوهة التي تتمول بأموال الخارج لزرع فتنة طائفية في الداخل ؟ أين تعليقاتهم على الوضع المزري لحقوق الإنسان المسلم في بلاد أسيادهم الغربيين ؟ ما رأيهم لو تمت المعاملة بالمثل وأجبر غير المسلمين على التعامل بأحكام لا ترضاها شريعتهم في الطلاق والزواج ؟ في كال يوم تسيل أنهار الدم المسلم في كل بؤر الصراعات - وليس صدفة أنها كلها في بلاد المسلمين - ولا يرمش لهم جفن ، أما إذا سالت دماء الخراف في عيد الأضحى فيسارعون إلى إدانة المسلمين بالوحشية في التعامل مع الحيوانات ، وتمنع استراليا تصدير الخراف إلى مصر ، ربما لأن الحيوانات غير مسلمة لذلك لها حقوق