الاثنين، ٣ مارس ٢٠٠٨

لا حياة لمن تنادي


ثلاثة أحداث مهمة مرت علينا الأسبوع الماضي ، وحدث واحد تافه ، أما الأحداث المهمة – مجتمعة – فلم تحظ بنسبة تذكر من الاهتمام الإعلامي والشعبي بالحدث التافه ، وما أتحدث عنه ليس لغزًا ، فقد استشهدت طفلة مصرية صغيرة ( 13 عامًا ) تدعى " سماح نايف " على الحدود المصرية الإسرائيلية برصاص قناص إسرائيلي أثناء لعبها أمام منزلها القريب من الحدود ، وهذه الطفلة قريبة الشهيد المصري " حميدان سويلم " الذي توفي منذ فترة وجيزة بنفس الطريقة ونفس المكان ونفس التجاهل الرسمي والإعلامي تقريبًا ، والحدث الثاني هو بدأ إسرائيل لعملية هولكوست جديد ضد المدنيين في غزة وصلت حصيلته إلى 120 شهيدًا حتى الآن الكثرة الغالبة منهم أطفال في عمر الزهور وأمهات أو ربات بيوت ، وأرفض أن أستخدم كلمة نساء لأنها مفردة خادعة فربما يظن القارئ أنهن ناشطات في مجال المقاومة ولكنهن محض ربات بيوت كل أملهن في الحياة أن يرين أطفالهن يكبرون تحت أعينهن ، والتجاهل الرسمي التام للرد على هذه المذبحة البشرية " محرقة الشتاء الدامي " ما زال هو السائد في كل قصور الحكم في أكثر العواصم العربية والإسلامية ومقارنتهم في هذا الموقف بالمعتصم سذاجة لأن المعتصم لم يصل لسدة الحكم بفضل دعم الروم له وسكوتهم عليه ، أما الحدث الثالث فهو استمرار الهجمة الشرسة على الإسلام لتشويه صورته بتشويه صورة النبي العظيم صلى الله عليه وسلم ، الذي علمنا ألا نسب آلهة الكفار ولا نتدنى إلى مستوى تفكيرهم ، واستمرار الصمت العربي والإسلامي الرسمي على هذه الهجمة الحقيرة في أسلوبها وأهدافها ، أما في أسلوبها لأنها لم تتخذ الحوار والإقناع ومقارعة الحجة بالحجة سبيلاً بل مجرد الاستهزاء واستعمال الكذب في الهجوم ، وأما في أهدافها فلأنها تهدف إلى ترهيب الأقليات الإسلامية في بلاد " الرجل الأبيض " وحرمانهم من أبسط حقوقهم كبشر ، بل والعمل على حملهم على الرحيل .

أما الحدث التافه الذي مر بنا في الأيام القليلة الماضية فهو هروب اللاعب المصري عصام الحضري من ناديه العريق للعب في نادي " ترسو " – ترسو هذه وصف لمستوى النادي وليس اسمه - في سويسرا من أجل تحصيل المزيد من الأموال أو من أجل الاحتراف في بلاد الخواجات ، ثم عودته في فيلم مثير تولت عرضه جميع الفضائيات الرياضية وغير الرياضية المصرية وحتى غير المصرية ، وكأن هروب الحضري قضية أمن قومي تمس الكرامة العربية وكأن عودته انتصار ساحق على قوى الشر العالمية التي تريد إبادة شعوبنا العربية والإسلامية حتى آخر حارس مرمى في أمتنا !!